توضيح حول الاحتفال
بالمولد النبوي
الحمد لله،
والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله، وأصحابه الَّذين آمنوا به،
وعزَّرْوه، ونصروه، واتَّبعوا النُّور الَّذي أُنزِل معه، أولئك هم المفلحون.
وبعد:
فقد اطَّلعت في «جريدة
المدينة المنورة» (العدد 5427، بتاريخ 1/ 4/ 1402 هـ) على ما كتبه الأخ الأستاذ
أسعد أبو الجدايل حول تعقيبي على الاحتفال بالمولد النَّبويِّ، وقد طلب منِّي
سعادته توضيح الأمور التَّالية:
1- يقول: «إذا
سمَّينا الاحتفال بالمولد جدلاً عبادة، باعتباره ذكرًا، والذِّكر من العبادات، فما
الَّذي يمنع من أن نعتبره نوعًا من التَّنظيم لبعض أحوال هذه العبادة، ينجرُّ عليه
ما انجرَّ على عبادة التَّراويح الَّتي نظَّمها الخليفة الرَّاشد سيِّدنا عمر بن
الخطَّاب...».
2- «ما المانع أن
يكون الاجتماع لتذكُّر وتدارس سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم بدعة حسنة خاصَّة
وقد استحسن ذلك الكثير من المسلمين في شتَّى أصقاع الدُّنيا منذ مئات السِّنين،
وقد ورد في الحديث الَّذي رواه الإِمام أحمد مرفوعًا إلى الصَّحابيِّ الجليل
سيِّدنا عبد الله بن مسعود: «مَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا، فَهُوَ عِنْدَ
اللَّهِ حَسَنٌ، وَمَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ قَبِيحًا، فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ
قَبِيحٌ؟...» ([1]).
3- «إذا كان من فضل يوم الجمعة أنَّه وُلِدَ فيه أبو البشر آدم عليه السلام فشرف به الزَّمان - أعني: الزَّمن المتجدِّد بيوم الجمعة - فما
الصفحة 1 / 427