تنبيه حول الأناشيد
قرأت في «مجلَّة
الدَّعوة» (العدد 1046- الاثنين 17 شوال 1406هـ - ص 29) رسالة ممَّن سمَّت نفسها
تغريد العبد العزيز، وجَّهتها إلى مديري المراكز الصيفيَّة والمدارس الأخرى؛ ترجو
منهم بذل المزيد من الجهود في إخراج الأناشيد - الَّتي سمَّتها إسلاميَّة - وتقول
أنَّها تُلْهِب الحماس، وتوقد في النَّفس جذوة الإيمان؛ كما تزعم كذلك أنَّها
تُغني الفرد عن سماع الأشرطة التَّافهة، والأغاني الماجنة، وعن ترديد الكلمات
الهابطة، وتقول: إنَّ بعض الفتيات اهتدين إلى الطَّريق المستقيم بسبب هذه الأشرطة
الطَّيِّبة. هذا ما تضمَّنته رسالة الأخت المذكورة.
وأقول: يا أخت! كان
الأَجْدَرُ بك أن توصي هذه الجهات بدراسة كتاب الله، وسنَّة رسوله، والعناية
بدراسة العقيدة الصَّحيحة، والأحكام الشَّرعيَّة، كما أوصى النَّبيُّ صلى الله
عليه وسلم أمَّته بذلك في قوله: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ
الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي» ([1]).
وقال صلى الله عليه وسلم:
«إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا، كِتَابَ
اللَّهِ وَسُنَّتِي» ([2]).
فهذا هو الَّذي يقوِّي الإيمان في النُّفوس، وهو الَّذي يهدي إلى الطَّريق المستقيم، كما قال تعالى: ﴿وَلَوۡ أَنَّا كَتَبۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَنِ ٱقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ أَوِ ٱخۡرُجُواْ مِن دِيَٰرِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٞ مِّنۡهُمۡۖ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ فَعَلُواْ مَا
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).
الصفحة 1 / 427