×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

تعقيب وبيان

الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على مَن لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمَّد، وآله، وصحبه، وبعد:

فقد اطَّلعت في «مجلَّة الدَّعوة» (العدد 925- الصَّادر في يوم الاثنين 13 ربيع الآخر 1404 هـ) على مقال لفضيلة الشَّيخ سالم البهنساويِّ يعقِّب به على مناقشتي له في موضوع الصِّفات، والَّتي سبق نشرها في «مجلَّة الدَّعوة» (في العددين 916 و917)، ووجدت تعقيب فضيلته يتكوَّن من جزأين:

الجزء الأول: يتعلَّق بكتاب «الجماعات الإِسلاميَّة» وما ذُكِر فيه عن الشَّيخ حسن البنَّا، وهذا لا شأنَ لي به.

والجزء الثَّاني: يتعلَّق بمناقشتي له، وهذا ما سأعلِّق عليه على النَّحو التَّالي:

1- لا يزال فضيلته مصرًّا على أنَّ التَّفويضَ في الصِّفات معناه تَرْكُ تأويلها وتعطيلِهَا فقط.

وقد بيَّنَّا أنَّ هذا خَطَأٌ، وأنَّ تَفْوِيضَ نصوص الصِّفات هو جَحْدُ ما تدلُّ عليه من المعاني الحقيقيَّة، وَتَفْوِيضُ تفسيرها وبيان المراد منها إلى الله تعالى؛ كما نقله فضيلته عن السُّيوطيِّ، أنَّه قال: «ومن المتشابه آيات الصِّفات؛ نحو: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ [طه: 5]، ﴿يَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَيۡدِيهِمۡۚ [الفتح: 10]، وجمهور أهل السُّنَّة منهم السَّلف وأهل الحديث على الإِيمان بها، وتفويض معناها المراد إلى الله تعالى، ولا نفسِّرها، مع تنزيهنا له عن حقيقتها».


الشرح