رَدُّ ما توهَّمه
الدكتور عَبْدُ الفَتَّاحِ مُحَمَّد الحلو من صِحَّة نِسْبة
ما في كتاب «نَهْج البلاغة» إِلَى أَمِير المؤمنين عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ
الحمد لله ربِّ
العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وآلِه وصَحْبِه.
وبعد:
لقد اطَّلعْتُ على
ما نَشَره الدكتور عَبْدُ الفَتَّاحِ مُحَمَّد الحلو في «مجلَّة كلِّية اللُّغة
العربيَّة والعلوم الاجْتماعيَّة» بجامعة الإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعُودٍ
الإِسْلاميَّةِ في (العدد الخامس - عام 1395 هـ) من بَحْثٍ بعُنْوان: «نَهْج
البلاغة بين الإِمَامِ عَلِيٍّ والشَّرِيفِ الرَّضيِّ».
وعندما لمحْتُ
العُنْوان؛ ظننْتُ أَنَّ الدَّكْتور الحلو سيُبيِّن حقيقةَ هذا الكتابِ الذي اشتمل
على كثيرٍ من دسِّ الشِّيعة وأَبَاطيلِهم ممَّا يُنزِّه عنه أَمِيرَ المؤمنين
عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، كسبِّ الصَّحابةِ الكرامِ، وأَنَّ
الأُمَّة ظلمتْ فَاطِمَةَ بِنْتَ الرَّسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، وأَنَّ
الخلافةَ حقٌّ لعَلِيٍّ وأَهْلِ بيْتِه، وكنَفْيِ صفات الله عز وجل.
وبالجُمْلة؛ فقد مُلِئَ هذا
الكتابُ بالرَّفْض والاعتزالِ، وإِنْ كان فيه شيءٌ يسيرٌ من كلام عَلِيٍّ رضي الله
عنه، لقصْد التَّمْويه على النَّاس.
كنْتُ أَظُنُّ أَنَّ الدَّكْتور الحلو سيكشف هذا كلَّه ويُبيِّنه للنَّاس، ولكنْ لم أَظْفر بما ظننْتُه عندما قرأْتُ البحْث، فقد وجدْتُه ينتصر لهذا الكتابِ، ويُصحِّح نِسْبتَه لعَلِيٍّ رضي الله عنه في مواضعَ مِن هذا البحْثِ، وإِنْ كان يتردَّد في الجزْم بنِسْبته إِلَيه في مواضعَ أُخْرى.
الصفحة 1 / 427