محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومستلزماتها
تعقيبٌ على ما نشره
معالي الدُّكتور مُحَمَّدُ عَبْدُه يمانيٌّ في «مجلَّة أهلاً وسهلاً» (العدد
السَّابع، ذو القعدة 1407 هـ):
الحمد لله،
والصَّلاة والسَّلام على مَن لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمَّد، وآله، وصحبه، ومَن
تبعهم بإحسان، وبعد:
فممَّا لا يَشُكُّ
فيه أيُّ مسلم وجوب محبَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم من محبَّة النَّفس
والولد والوالد والنَّاس أجمعين، وأنَّ بغضه صلى الله عليه وسلم أو بغض شيء ممَّا
جاء به رِدَّةٌ عن الإسلام، وأنَّ محبَّتَه صلى الله عليه وسلم تستلزم طاعته،
واتِّباعَه، وحسن الأدب معه، وتقديم قوله على قول كلِّ أحد من الخَلْقِ، وتستلزم
عدم الغلوَّ في حقِّه، والإطراء في مدحه، والابتداع في دينه؛ بإحداث شيء لم يشرعه،
أو عَمَلِ شيء لم يأمر به.
أقول هذا بمناسبة
أنَّني قد قرأتُ مقالاً للدُّكتور محمَّد عبده يمانيٍّ في موضوع مدح الرَّسول صلى
الله عليه وسلم، ووصفه بأوصاف خرج في بعضها إلى حدِّ الإطراء الممنوع، كما سأبيِّن
ذلك.
ولكنَّني قبل هذا
البيان أتساءل: ما الَّذي حمل معالي الدُّكتور محمَّد على نشر هذا المقال بين ركَّاب
الطَّائرات؟ هل هو لتعريف المسلمين بشخصيَّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم وبيان
خصائصه وصفاته؟ فما أظنُّ مسلمًا يجهل ذلك، ولو بصفة إجماليَّة، وإنَّما الَّذي
يجهله غالب المسلمين اليوم ويجب أن يُبَيَّن لهم هو هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم
في دعوته وعبادته والشَّريعة الَّتي جاء بها في الأمور الَّتي حذَّر منها.
الصفحة 1 / 427