×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 هذا هو الَّذي يحتاج النَّاس إلى بيانه، وشرحه، وهو الَّذي ينبغي للدُّكتور محمَّد عبده وغيره من أصحاب الأقلام أن يشرحوه، ويوضِّحوه للنَّاس في مختلف الوسائل الإعلاميَّة، وغيرها، خصوصًا ما يتعلَّق بأمور العقيدة.

هذا، ونأتي الآن على الأخطاء الَّتي وقعت في مقال معالي الدُّكتور محمَّد، وفَّقنا الله وإيَّاه للصَّواب، وهي:

1- قوله: «ما أجمل أن نرتبط بذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم »!

أقول: هذا كلام مجمل؛ فإن كان يريد ما يفعله المبتدعون من إحياء الموالد والهتاف بالأناشيد الجماعيَّة المتضمِّنة للغلوِّ في مدحه، أو الاستغاثة به، ودعائه من دون الله، فهذا منكر، وباطل، لا يجوز لمسلم أن يفعله، أو يرضى به، بل يجب منعه، وإنكاره.

وإن كان يريد بذلك الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والتَّمسُّك بسنَّتِه، فهذا حقٌّ، وواجب، لكن لا يسمَّى ذكرى، وليس المقصود منه إحياء الذِّكرى، بل المقصود منه طلب الهداية، والنَّجاة، ويسمَّى اتِّباعًا، لا ذكرى؛ لأنَّ تسميته ذكرى - ولا سيَّما في وقتنا هذا - تُوهِمُ ارتباطه بوقت معيَّن هو يوم مولده، فيكون هذا من الدَّعوة لإِحياء الموالد المبتَدَعة، فيحسن أن يقال: ما أجمل أن نتَّبع سنَّة نبيِّنا.

2- قوله يخاطب النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم: «وإنَّه سوف يعطيك حتَّى ترضى، ﴿وَلَسَوۡفَ يُعۡطِيكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰٓ [الضحى: 5] ».

لو قال: يعطيك ربُّك فترضى؛ كما هو لفظ في الآية الَّتي ساقها؛ بدل: «(حتَّى ترضى»)، لكان ذلك هو الصَّواب المطابق للآية؛ لأنَّ التَّقيُّد بألفاظ الكتاب والسُّنَّة أضمن للصَّواب، وأبعد عن الغلوِّ، والمخالفة، وفرق بين المعنيين.


الشرح