×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 3- قوله: «يذكرني يا رسول الله قوله تعالى: ﴿ۚ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا [النساء: 64] ».

قال الدُّكتور: «ما هذه العظمة؟! ما هذه المقامات العُلا؟! استغفارهم لا يجديهم شيئًا ما لم يجيئوك أوَّلاً، ثمَّ تستغفر لهم بعد أن يستغفروا، عندها يجدون الله توَّابًا رحيمًا».

ونقول للدُّكتور محمَّد:

أولاً: ليس في الآية الكريمة أنَّ استغفارهم لا يجديهم شيئًا، ما لم يجيئوا إلى الرَّسول صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم كما قلت، وليس فيها أنَّهم لا يجدون الله توابًا رحيمًا إلاَّ إذا فعلوا ذلك، وإنَّما فيها إرشادهم أن يستغفروا، ويذهبوا إلى الرَّسول صلى الله عليه وسلم، ويطلبوا منه الاستغفار لهم، ليكون ذلك أرجى للقَبول، وحصول المغفرة والرَّحمة، وإلاَّ فَمَنِ استغفر الله صادقًا مخلصًا، غفر الله له، ولو لم يستغفر له الرَّسول صلى الله عليه وسلم ؛ كما تدلُّ عليه الآيات الأخرى، والأحاديث النَّبويَّة.

ثانيًا: المجيء إلى الرَّسول صلى الله عليه وسلم وطلب الاستغفار منه خاصٌّ في حال حياته، أمَّا بعد موته فلا يجوز الذَّهاب إلى قبره، وطلب الاستغفار منه؛ لأنَّ هذا شيء لم يفعله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كانوا إذا أجدبوا، طلبوا من عمِّه العبَّاس - أو من غيره من الصَّالحين - أن يدعو الله لهم بالسُّقْيَا؛ كما فعل عمر ومعاوية رضي الله عنهما ولم يكونوا يذهبون إلى قبره ويطلبون منه الدُّعاء والاستغفار، كما كانوا يفعلون ذلك في حال حياته.

وإطلاق الدُّكتور محمَّد هذا الكلام الَّذي قاله يُفْهَمُ منه العموم، فيغترَّ به الجهَّال، ويظنُّون أنَّ ذلك مستمرٌّ بعد وفاة الرَّسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح