×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

طريق الوُصول إلى العلمِ النَّافعِ 

الحمد لله الذي جعل العلماءَ وَرَثَةَ الأَنْبياءِ يُخلِّفونهم في تعليم العلمِ النَّافعِ نقيًا من تحريف الجاهلين وانتحال المُبطلِين. وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا مُحَمَّدٍ وآلِه وصَحْبِه أَجْمعين.. وبعد..

فإِنَّ الله سبحانه وتعالى عَظَّمَ من شأن العلماء العاملين. فقال سبحانه: ﴿قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ [الزمر: 9]، وقال تعالى: ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ [المجادلة: 11]، وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ، والأَْرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وفَضْل الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَْنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الأَْنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا، وَلاَ دِرْهَمًا وَإِنَّمَا ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» ([1]) والنُّصوص في هذا المعنى كثيرةٌ مشهورةٌ وفيها الحَثُّ على تعلُّم العلم وتعليمِه لأَنَّه لا يصلح أَمْر الدُّنيا والآخِرةِ إلاَّ به؛ ولهذا أَمَر الله سبحانه بتعلُّم العلم قبل القولِ والعملِ قال تعالى: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ [محمد: 19]، فلا يحلُّ لأَحَدٍ أَنْ يقول في مسائل الدِّين وأَحْكام الحلالِ والحرامِ بدون علمٍ، لأَنَّ ذلك قولٌ على الله سبحانه بلا علمٍ وقد حرَّم الله ذلك أَشَدَّ التَّحريم بل جَعَله قرينًا للشِّرْك. قال تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ [الأعراف: 33]، فيلزم الجاهل أَنْ يتعلَّم من العالِم.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3641)، وابن ماجه رقم (223)، وأحمد رقم (21715).