تعقيب على اعتراض
اطَّلعت على «جريدة
المدينة» (الصَّادرة يوم الاثنين 21/ 9/ 1407هـ - العدد 7330) على تعقيب لفضيلة
الأستاذ الشَّيخ أحمد محمَّد جمال، على ما أجبتُ به عن حكم تناول البخاخ عن طريق
الحَلْقِ أثناء الصِّيام للمصاب بمرض الرَّبو، حيث قلت: «إنَّ مثل هذا إذا
كان لا يستطيع الصِّيام إلاَّ بتعاطي البخَّاخ عن طريق الفم لِيَصِلَ إلى حَلْقِهِ
وينفذ إلى ما وراء ذلك، فإنَّ هذا يُعَدُّ مريضًا يُبَاحُ له تناول هذا البخَّاخ،
ويقضي اليوم الَّذي تناوله فيه؛ لأنَّ الأَصْلَ أنَّ الصَّائِمَ ممنوعٌ من إدخال
شيء إلى حَلْقِهِ؛ سواء كان طَعَامًا وشرابًا، أم غيرهما؛ لأنَّ الصِّيَامَ معناه
الإمساك عن ذلك، وعن غيره من المفطرات، والأصل أيضًا أنَّ المريض الَّذي يحتاج
لتناول الدَّواء يُفْطِرُ، وَيَقْضِي».
ولكنَّ الأستاذ
تحامل عليَّ، ووصف هذا الجواب بالتَّشدُّد، مع أنَّه اعترف أنَّ جمهور فقهاء
السَّلَفِ يرون أنَّ الصَّائِمَ يُفْطِرُ بوصول أيِّ شيء إلى الجوف عن طريق الفم،
أو الأنف، أو الأذن؛ لنهي الصَّائم عن المبالغة في الاستنشاق؛ لئلاَّ يصل المَاءُ
إلى حَلْقِهِ.
ومثله البخَّاخ؛ فهو
شيء أدخل إلى الجوف عن طريق الفم، والأستاذ أحمد معترف أيضًا أنَّ البخَّاخَ فيه
مادَّةٌ يُفْرِزُهَا في الحَلْقِ، وتنفذ إلى الدَّاخل؛ حيث قال: «إنَّ
المادَّة الَّتي تفرزها البخَّاخة لا تتجاوز منطقة الرِّئَتَيْنِ».
فإذا كان البَخَّاخُ يفرز مادَّة في الحَلْقِ تتجاوزه، فهو ضمن الأشياء الممنوع تعاطيها للصَّائم.
الصفحة 1 / 427