×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

الإسلام لا يقر نخوة الجاهلية والتفرقة العنصرية

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله، وصحبه، وبعد:

فقد نُشر في «مجلَّة المستقبل» (5/ 5/ 1981 م) لقاء مع الكاتب السُّوريِّ محمَّد سالم تحت عنوان: «الإسلام والعروبة والقوميَّة أشكال مجازيَّة لمضمون واحد»، وهذا العنوان هو خلاصة ما أجاب به الكاتب على تساؤلات المجلَّة، وهو يفصح عن اعتقاده بأنَّ هذه الأمور الثَّلاثة شيء واحد، ويفسِّر الإسلام بتفسير بعيد عن معناه؛ حيث يفسِّره بأنَّه اعتقاد روحيٌّ، ومادِّيٌّ، لحقيقة الكون والحياة على حدٍّ سواء، ويقارن بينه وبين العروبة، فيقول: «فإذا كان الاعْتِقَادُ الإسلاميُّ تحرُّريَّ المضمون، وأخلاقيَّ السُّلوك، فإنَّ العروبة هي كذلك، وإلاَّ لما كُتِب لها البقاء والاستمرار على الشَّكل الحضاريِّ والإنسانيِّ».

ويخلص في نهاية بحثه إلى قوله: «وهكذا نرى أنَّ تلك المسمَّيات الثَّلاثة؛ الإِسلام، والعروبة، والقوميَّة، ليست سوى أشكال مجازيَّة لمضمون واحد».

وملاحظتنا عليه من وجوه:

الوجه الأوَّل: تفسيره الإسلام بأنَّه: «اعْتِقَادٌ رُوحِيٌّ ومادِّىٌّ لحقيقة الكون والحياة...» إلخ، تفسير باطل؛ فالإسلام ليس هو مجرَّد اعتقاد، بل هو اعتقاد وعمل، وليس هو اعتقاد لحقيقة الكون كما يقول، بل هو اعتقاد وإيمان بالخالق، وبما له من الأسماء والصِّفات،


الشرح