وما يجب له من
العبادة، وَعَمَلٌ بما شَرَع من الطَّاعات، وترك لما منع منه من المحرَّمات.
فهو بهذا المعنى
استسلامٌ لله بالطَّاعة والخضوع والتَّذلُّل، وانقيادٌ لشرعه، وهو الدِّين الَّذي
لا يُقْبَلُ من أحد سواه؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ﴾ [آل عمران: 19]،
وقال تعالى: ﴿وَمَن
يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85]،
ولقد فسَّره النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في الحديث الصَّحيح بأنَّه: «شَهَادَةُ
أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامُ
الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ بَيْتِ اللهِ
الحَرَامِ» ([1]).
الوجه الثَّاني: زعموا أنَّ الإسلام
والعروبة والقوميَّة شيء واحد!!
وهذا من الخلط النَّاشئ عن الجهل بحقيقة كلٍّ من هذه الأمور الثَّلاثة، أو التَّجاهل؛ فحقيقة الإسلام كما بيَّنَّاها سابقًا في الوجهة الأولى، وحقيقة العروبة أنَّها انتماء إلى طائفة من البشر تنحدر من أصول معيَّنة، وتنطق لغة معيَّنة، وحقيقة القوميَّة كذلك انتماء ونخوَّة، فهما شيء واحد معناهما العنصريَّة والنخوة الجاهليَّة، ولا يجتمعان مع الإسلام في شيء؛ فالإسلام دين وتشريع؛ يُسْتَمَدُّ من الوحي الإِلهيِّ الَّذي جاءت به الرُّسل، يترتَّب عليه الثَّواب العاجل والآجل، والقوميَّة والعروبة انتماءٌ بشريٌّ من فعل البشر، يقومان على العنصريَّة والنَّخوة اللَّذين ينشأ عنهما التَّفرق والاختلاف بين أجناس البشر، ممَّا يؤدِّي بالتَّالي إلى التَّطاحن والتَّناحر والتَّفكُّك؛ كما هو الواقع في الجاهليَّة الأولى، والجاهليَّة المعاصرة الَّتي اتَّخذت من القوميَّات والعنصريَّات أساسًا لحكمها، وتضامنها.
([1])أخرجه: البخاري رقم (8)، ومسلم رقم (16).