يُوعَظُونَ بِهِۦ لَكَانَ
خَيۡرٗا لَّهُمۡ وَأَشَدَّ تَثۡبِيتٗا ٦٦ وَإِذٗا لَّأٓتَيۡنَٰهُم مِّن لَّدُنَّآ أَجۡرًا عَظِيمٗا ٦٧ وَلَهَدَيۡنَٰهُمۡ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا﴾ [النساء: 66- 68].
وأخبر - سبحانه -
أنَّ القرآن يهدي للَّتي هي أقوم، وأنَّه يهدي للحقِّ، وإلى طريق مستقيم، وأنَّ
الرَّسول صلى الله عليه وسلم يهدي إلى ذلك.
وأمَّا الأناشيد
فإنَّها لا تفقِّه في دين الله، ولا تُبَصِّر بالعقيدة الصَّحيحة، ولا تقوِّي
الإيمان في النُّفوس، وإنَّما يطرَب لسماعِها ويتلذَّذ بنغمها وترانيمها
السُّذَّجُ. هذا إذا كانت خالية من الأهداف السَّيِّئة؛ كإثارة الفتنة، والتَّحريش
بين النَّاس، والإغراء بشهوات النَّفس، وغير ذلك من المقاصد السَّيِّئة
لمروِّجيها.
وتسمية هذه الأناشيد
بأنَّها إسلاميَّةٌ يعطيها شيئًا من المشروعيَّة، وأنَّها من الدِّين، وهذا شيء لم
يقل به إلاَّ ضُلاَّلُ الصُّوفيَّة، ومبتدعيهم، الَّذين يجعلون الأناشيد من
الذِّكر والعبادة؛ تشبُّهًا بالنَّصارى الَّذين يجعلون الأهازيج والتَّرانيم جزءًا
من صلواتهم؛ فتسمية هذه الأناشيد بأنَّها إسلاميَّة هو من باب التَّزييف،
والتَّرويج لها، والمجاراة لمذاهب الصُّوفيَّة.
والصَّواب: أنَّها تسمَّى
أناشيد عربيَّة، ولا تُجْعَل لها صبغة الدِّيانة، ولا تُجْعَل ضمن البرامج
الدِّينيَّة، بل ضمن البرامج العربيَّة الَّتي يُقْصَد بها تقوية لغة الأولاد،
وتعليمهم الحِكَمَ العربيَّة؛ كما كان المسلمون في مختلف العصور يحفِّظون أولادهم
الجيِّد من الشِّعر العربيِّ؛ ليستفيدوا منه في لغتهم، وتنمية مداركهم، وكما هو
موجود في محفوظات المدارس.
وكان المسلمون
ينشدون الشِّعر لأجل روايته وحفظه، أو لإزالة السَّأَمِ والفتور عند مزاولة بعض
الأعمال، أو لحداء الإبل في السَّفر،