وقد حصل شيءٌ من هذا بحضرة الرَّسول صلى الله
عليه وسلم فأقرَّه، فدلَّ على إباحته في تلك الأحوال.
وعلى هذا النَّمط
فغاية ما يقال: إنَّه يُباح ما كان من هذا النَّوع، ولا يسمَّى نشيدًا إسلاميًّا، ولا
يُجْعَل ضمن البرامج الدِّينيَّة ويسجَّل في الأشرطة، كما يسجَّل القرآن، أو
العلوم الدِّينيَّة لأجل تَدَاوُلِهِ، والتَّوسُّع في نشره؛ لأنَّ هذا يُكْسِبُهُ
الصِّبغة الشَّرعيَّة، وحينئذٍ يروج دين الصُّوفيَّة والمبتدعة، فهذا يجب
التَّنبيه له، والتَّنبيه عليه.
والله الموفِّق،
والهادي إلى سواء السَّبيل.
وقولها عن هذه
الأناشيد الَّتي طالبت بإخراجها: «أنَّها تُغْنِي الفرد عن سماع الأشرطة التَّافهة
والأغاني الماجنة وعن ترديد الكلمات الهابطة».
نقول: إنَّ هذه
الأَشْيَاءَ لا يجوز سماعها، والاشتغال بها، لكن ليس البَدِيلُ منها أناشيد أخرى
قد يكون سماعُها أشدَّ إثمًا إذا عدَدْناها دينيَّة، وسمَّيناها إسلاميَّة؛ لأنَّ
هذا يُعَدُّ ابتداعًا، وتشريعًا لم يأذن الله به.
والبديل الصَّحيح هو
تسجيل القرآن الكريم، والأحاديث النَّبويَّة، والمحاضرات المفيدة في الفقه
والعقيدة والمواعظ النَّافعة. هذا هو البديل الصَّحيح، لا أناشيد الصُّوفيَّة،
وأشباههم. والله أعلم.
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وآله، وَصَحْبِهِ.
*****
الصفحة 3 / 427