ما يُنْسَب قد يكون مكذوبًا على الرَّسول صلى
الله عليه وسلم، فيدخل تحت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَذَبَ
عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» ([1]).
6- في الكتاب
مبالغات في حقِّه صلى الله عليه وسلم قد نهى عنها، حيث قال: «لاَ تُطْرُونِي
كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُولُوا:
عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» ([2]).
ومن هذه المبالغات:
أ- ما جاء في (ص
113): «واجب على كلِّ مؤمن متى ذَكَره أو ذُكِر عنده أن يخضع ويخشع... إلخ».
ونقول تعقيبًا على
ذلك: أليس الخضوع والعبادة حقًّا لله؟! وكذلك الخضوع، إذا كان القَصْدُ منه
الخُضُوعَ بالجسم، فهو لا يكون إلاَّ لله؛ لأنَّه - سبحانه - هو الَّذي يُرْكَع
له، ويُسْجَد، وإذا كان المُرَادُ به الانْقِيَادَ لطاعته، فالتَّعبير خطأ؛ لأنَّه
مُوهِمٌ.
والمشروع عند ذكره
صلى الله عليه وسلم هو الصَّلاة عليه، لا ما ذكره معالي الدُّكتور، وإن كان قد
نقله عن غيره، فهو قد أقرَّه.
ب- جاء في (ص 208) قوله: «وممَّا تجدر الإِشارة إليه أنَّه صلى الله عليه وسلم أوَّل الأنبياء خلقًا، وإن كان آَخِرَهُمْ مَبْعَثًا». هكذا قال! ولم يذكر له مستندًا، ولا دليلاً!! وهل هناك أحد من بني آدم يخلق قبل خلق أبيه وأمِّه بآلاف السِّنين؟! أليس نسل آدم كلُّهم من ماء مهين، و﴿خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ ٦ يَخۡرُجُ مِنۢ بَيۡنِ ٱلصُّلۡبِ وَٱلتَّرَآئِبِ﴾ [الطارق: 6، 7] ؟!
([1])أخرجه: البخاري رقم (110).