×
إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان

1- متى فُرِض صومُ شهرِ رمضانَ على الأُمَّةِ؟

الحمد لله ربِّ العالمين، شَرعَ الصيام لتطهير النفوس من الآثام، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمد، خيرِ مَن صلَّى وصام، وداوم على الخير واستقام، وعلى آلِه وأَصحابه ومَن اقتدى به إِلى يوم الدين؛ وبعد:

قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [البقرة: 183] والآيات بعدها.

فقد ذكر الله سبحانه في هذه الآيات الكريمة أنه كتب الصيامَ على هذه الأمة كما كتبه على مَن قبلها مِن الأُمم، و «كَتَبَ» بمعنى فرض، فالصيام مفروضٌ على هذه الأُمَّة وعلى الأُمم قبلها.

قال بعض العلماءِ في تفسير هذه الآية: «عبَادة الصيام مكتوبةٌ على الأَنبياءِ وعلى أُمَمِهم، من آدمَ إِلى آخرِ الدَّهر». وقد ذكر الله ذلك؛ لأَنَّ الشَّيءَ الشَّاقَّ إِذا عمَّ سَهُل فعلُه على النفوس، وكانت طُمأْنينتُها به أَكثر.

فالصِّيام إِذنْ فريضةٌ على جميع الأُمم، وإِن اختلفت كيفيتُه ووقتُه، قال سعَيدُ بن جُبَيْرٍ: «كان صوم مَن قبلَنا من العتَمَةِ إِلى الليلة القابلة، كما كان في ابتداء الإسلام». وقال الحَسَنُ: «كان صوم رمضانَ واجبًا على اليهود، لكنهم تركوه وصاموا يومًا من السَّنَةِ زعَموا أَنه يوم غرق فرعونَ، وكذَبوا في ذلك، فإِنَّ ذلك اليومَ عاشوراء، وكان الصَّوم أَيضًا واجبًا على النَّصارى، لكنَّهم بعد أَن صاموا زمانًا طويلاً صادفوا فيه الحرَّ الشَّديد، فكان يشقُّ عليهم في أَسفارهم ومعايشِهم؛ فاجتمع رأْي علمائهم ورؤسائهم على أَن يجعلوا صيامَهم في فصلٍ من السَّنَةِ بين


الشرح