×
إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان

5- بدايةُ الصَّيامِ اليومِي ونهايتُه

الحمد لله ربِّ العالمين، حدَّد للعبادات مواقيتَ زمانية ومكانية تُؤَدَّى فيها، وقد بينها لعباده أَتمَّ بيانٍ، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمد، وآله وصحبِه الذين تمسكوا بسُنَّتِه واهتدَوا بهديه؛ أَما بعد:

فقد قال الله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ [البقرة: 187].

فقد حدَّد الله سبحانه في هذه الآية الكريمةِ بدايةَ الصوم اليومي ونهايتِه بحدودٍ واضحةٍ يعرفها كلُّ أَحد، فحدَّ بدايته بطلوع الفجر الثَّاني، وحد نهايتَه بغروب الشمس، كما حدد بداية صوم الشهر بحدٍّ واضح يعرفه كلُّ أَحد، وهو رُؤية الهلال، أَو إِكمال عدَّة شعبانَ ثلاثين يومًا، وهكذا دينُنا دينُ اليُسر والسُّهولةِ: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ [الحج: 78]، فللَّه الحمد والمِنَّة.

وهذا تخفيفٌ مِن الله على عباده عما كان عليه الحال مِن قَبل، من تمديدِ الصيامِ فترة أَطول، فقد روى البُخَارِيُّ عن البَرَاءِ قال: «كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَائِمًا، فَحَضَرَهُ الإِْفْطَارُ، فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَ، لَمْ يَأْكُلْ لَيْلَتَهُ وَلاَ يَوْمَهُ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنَّ قَيْسَ بْنَ صِرْمَةَ كَانَ صَائِمًا - وفي رِواية -: كَانَ يَعْمَلُ فِي النَّخِيلِ بِالنَّهَارِ وَكَانَ صَائمًا -، فَلَمَّا حَضَرَ الإِْفْطَارُ أَتَى امْرَأَتَهُ، فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكِ طَعَامٌ؟ قَالَتْ: لاَ،


الشرح