7- على مَن يَجبُ صومُ رمضان
الحمد لله ربِّ
العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبِه أَجمعين؛ وبعد:
اعلموا - وفَّقني
اللهُ وإِيَّاكم - أَن صيامَ رمضانَ من أَعظم فرائض الإِسلام، قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ﴾ [البقرة: 183] إِلى
قوله: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ
فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾ [البقرة: 185]. وقال النَّبي: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ:
شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ،
وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ
البَيْتِ مِنِ اسْتَطَاعَ إِليْهِ سَبِيلاً» ([1]). متفقٌ عليه.
فالآيةُ الكريمة تدلَّ على أَن الصيام فرضٌ، والحديث يدل على أَنه أَحدُ أَركان
الإِسلام.
وقد أَجمع المسلمون على وجوب صيام رمضان إِجماعًا قطْعيًّا، فمن جحد وجوبه فهو مرتدٌّ عن دين الإِسلام، يُستتاب فإِن تاب وإِلا قُتِل، ويجب صوم رمضان على كل مسلمٍ، ومَن أَسلم في أثناء الشهر صام ما بقِي مِنه فقط، ولا يلزمه قضاء ما مضى من الأَيام ([2])، ويجب الصوم على البالغ، أَما الصغيرُ المميِّز فلا يجب عليه الصيام، ويصحُّ منه تطوعًا؛ وينبغي لوليه أَمرُه به إذا كان يُطيقُه ليعتادَه وينشأَ عليه، ولا يجب الصوم على مجنونٍ حتى يفيقَ؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ...» ([3])، وذكر منهم المجنونَ حتى يفيق.
([1])أخرجه : البخاري رقم (8)، ومسلم رقم (16).
الصفحة 1 / 112