فالصوم إِذنْ يجب
على المسلم البالغ العاقل، فإِن كان صحيحًا مقيمًا وجب عليه الصيام قضاءً، وكذا
الحائض والنُّفَسَاء يجب عليهما الصيام قضاءً، وإِن كان صحيحًا مسافرًا خُيِّر بين
الصيام أَداءً أَو يُفطر ويصوم قضاء.
ومَن صار في أَثناء
النَّهار أَهلاً لوجب الصيام: كما لو أَسلم الكافر، أَو بلغ الصبيُّ، أَو طَهُرتِ
الحائضُ أَو النُّفساء، أَو شُفِي المريض، أَو قَدِم المسافر، أَو أَفاق المجنون،
أَو قامتِ البيَّنةُ على دخول الشهرِ في أثناء النهار؛ فإن كلا من هؤلاءِ؛ يلزمه
الإِمساك بقيةَ اليوم ويقضونه، لأَنه يومٌ من رمضان لم يأتوا فيه بصومٍ صحيحٍ
تامٍّ؛ فلزمهم قضاؤه، وإِنما أُمِروا بالإِمساك في بقية اليوم احترامًا للوقت.
واعلموا أَنه يجب على المسلم أَن يهتمَّ بدينه وما يصحِّحه، ولا سيما أركان الإِسلام التي بُني عليها، ومنها الصيام، فهذه العبادة العظيمةُ تتكرر في حياة المسلم كلَّ عام، لأَن هذه الأركان الخمسة للإسلام، منها ما يلزم العبد في كل لحظةٍ مِن حياته لا يتخلى عنه أَبدًا، وهو الشهادتان: شهادةُ أَن لا إِله إِلا الله، وأَن محمدًا رسول الله؛ ومِنها ما يتكرر في حياة المسلم كلَّ يومٍ وليلةٍ خمسَ مرات، وهي الصلوات الخمس؛ ومنها ما يتكرر على المسلم كلَّ سنة، وهو الزكاة والصيام؛ ومنها ما يلزم المسلم مرة واحدة في عمرِه، وهو الحج ([1])، وإِذن فالمسلم مرتبطٌ بهذه الأَركان ارتباطًا وثيقًا، وتكررها عليه يوميًّا وسنويًّا حسب أَهميتها، وبحيث يستطيع أَداءها ولا تشق عليه.
([1])إِذا استطاع إِليه سبيلاً.