9- في بيانِ فَضائلِ الصَّيامِ
الحمد لله ربِّ
العالمين، شرع لعبادِه ما يصلحُهم ويسعدُهم في الدنيا والآخرة، والصَّلاة
والسَّلام على نبينا محمدٍ، وآله وصحبِه ومن اتبع هديَه وتمسك بسنتِه؛ وبعد:
أَيُّها المسلمون، نذَكِّركم بفضيلة
هذا الشهر المبارك، ونسأَل الله أَن يوفِّقنا لاغتنام أَوقاته بالعمل الصالح، وأَن
يتقبلَ منا ويغفرَ لنا خطايانا، - إِنَّه سميعٌ مجيبٌ.
فقد رَوى الشيخان عن
أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه، عن النِّبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ
عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ
ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ تعَالَى: إِلاَّ الصِّيَامَ فَهُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِه،
تَرَكَ شَهْوَتَه وطَعَامَه وشَرَابَه مَن أَجْلِي. للصَّائمِ فَرْحَتَانِ:
فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ
الصَّائِمِ أطْيَب عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» ([1]). فهذا الحديث
الشريفُ يدل على جملةِ فضائل ومزايا للصيام مِن بين سائر الأَعمال، مِنها:
أَن مضاعفتَه تختلف
عن مضاعفةِ الأَعمال الأُخرى، فمضاعفةُ الصيام لا تنحصر بعددٍ، بينما الأَعمال
الأُخرى تُضَاعِفُ الحسنةَ بعشْرِ أَمثالِها، إِلى سَبعمَائة ضعفٍ.
ومنها: أَن الإِخلاص في الصيام أَكثر مِنه في غيرِه من الأَعمال؛ لقولِه: «تَرَكَ شَهْوَتَه وطَعَامَه وشَرَابَه مَن أَجْلِي».
الصفحة 1 / 112