ومنها: أَن الله اختص
الصيامَ لنفسِه من بين سائر الأَعمال، وهو الذي يتولى جزاءَ الصائمِ؛ لقولِه: «الصَّوْمُ
لِي وَأَنَا أَجْزِي بِه».
ومنها: حصول الفَرح للصائم
في الدنيا والآخرةِ، فرحٌ عند فِطْره بما أَباح الله له، وفَرحُ الآخرةِ بما
أَعدَّ الله له من الثوابِ العظيمِ، وهذا من الفرح المحمودِ؛ لأَنه فرحٌ بطاعةِ
الله، كما قال تعالى: ﴿قُلۡ
بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ﴾ [يونس: 58].
ومنها: ما يتركه الصيام من
آثارٍ محبوبةٍ عند الله، وهي تغَيُّر رائحةِ فَمِ الصائم بسبب الصيام، وهي آثارٌ
نشأَتْ عن الطاعة؛ فصارت محبوبةً عند الله تعالى: «وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ
أُطَيِّبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ».
ومِن فضائل الصيام: أَنَّ الله اختصَّ
الصائمين ببابٍ من أَبواب الجنة، لا يدخل منه غيرُهم إِكرامًا لهم، كما في
«الصَّحيحَين» عن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبي صلى الله عليه
وسلم قال: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ
مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ
غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُوُنَ فَيَدْخُلُونَ، فإِذا
دَخَلُوا أُغلِقَ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ» ([1]).
ومن فضائل الصيام: أَنه يقِي صاحبَه مما يُؤْذيه من الآثام، ويحميه مِن الشهوات الضارةِ ومن عذاب النار، كما ورد في الأَحاديث أَن الصيامَ جُنَّة - بضَمِّ الجيمِ والنُّونِ المشدَّدةِ المفتوحةِ - أَي سِتْرٌ حصينٌ مِن هذه الأَخطار.
([1])أخرجه : البخاري رقم (1896)، ومسلم رقم (1152).