×
إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان

ومن فضائل الصيام: أَن دعاءَ الصائم مستجابٌ، فقد أَخرج ابنُ مَاجَه والحَاكِم، عنِ ابنِ عُمَرَ أَنه صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةً لاَ تُرَدُّ» ([1]). وقد قال الله تعالى في أَثناء آيات الصيام: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ [البقرة: 186] ؛ ليُرغِّب الصائم بكثرة الدعاء.

ومن فضائله: أَنه يجعل كلَّ أَعمال الصائم عبادةً، كما رَوى أَبو دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ والبَيْهقِيُّ، عنِ ابنِ عمرَ مرفوعًا: «صَمْتُ الصَّائِمِ تَسْبِيحٌ، وَنَوْمُهُ عِبَادَةٌ، وَدُعَاؤُهُ مْسْتَجَابٌ، وعَمَلُهُ مُضَاعَفٌ» ([2]).

ومن فضائل الصيام: أَنه جزءٌ من الصبر، فقد أَخرج التِّرمذِيُّ وابنُ مَاجَه، أَنه صلى الله عليه وسلم قال: «الصِّيَامُ نِصْفُ الصَّبْرِ» ([3]). وقد أَخبر الله سبحانه وتعالى أَن الصائمين يُوفُّون أَجرهم بغير حساب.

ومِن فضائل الصوم وفوائده الطِّيبةِ: أَنه يُسبب صحَّةَ البدن، كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «صُوُمُوُا تَصِحُّوُا» ([4]). رَواه ابنُ السُّنِّى وأَبو نُعَيْم. وذلك لأَن الصَّوم يحفظ الأَعضاء الظاهرةَ والباطنةَ، ويحمى مِن تخليط المطاعمِ الجالب للأَمراض.

هذا، وللصيام فضائلُ كثيرةٌ لا يمكننا استيفاؤُها، ولكن الغرضَ التنبيهُ على بعضِها، وفي هذا القدر كفايةٌ - إِن شاء الله -.

وصلَّى الله وسلم على نبينا محمدٍ وآله وصحبِه، والحمد لله ربِّ العالمين.

****


الشرح

([1])أخرجه : ابن ماجه رقم (1753)، والحاكم رقم (1535)، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (3308).

([2])أخرجه : البيهقي في شعب الإيمان رقم (3654).

([3])أخرجه : الترمذي رقم (3519)، وابن ماجه رقم (1745).

([4])أخرجه :أحمد رقم: (9067) والطبراني في الأوسط رقم: (8312).