وقال عيسى عليه السلام فيما ذكره الله عنه: ﴿وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ
وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا﴾ [مريم: 31].
ومِن النَّاس من
يريد أَن يَستغلَّ سماحة الإِسلام استغلالاً سيِّئًا، فيُبيح لنفسِه فِعْلَ
المحرّمات وترك الواجبات، ويقول: الدِّيِنُ يُسرٌ. نعم إِنَّ الدينَ يُسرٌ، ولكن
ليس معنى ذلك أَن يَنفَلِتَ الإِنسان من أَحكامه ويتَّبِعَ هوَى نفسِه، وإِنما
معنى سماحةِ الإِسلام أَنه ينتقل بالعبدِ مِن العبادةِ الشَّاقَّةِ إِلى العبادةِ
السَّهلةِ التي يستطيع أَداءها في حالةِ العُذر، ومِن ذلك الانتقالُ بأَصحاب
الأَعذارِ الشَّرعيةِ مِن الصيام أَداءً في رمضان، إِلى الصيام قضاءً في شهرٍ آخرَ
عندما تزول أَعذارُهم، أَو الانتقال بهم مِن الصيام إِلى الإِطعام إِذا كانوا لا
يَقدرُون على القضاءِ؛ فجمع لهم بين أَداء الواجبِ وانتفاءِ المشقَّةِ والحَرجِ،
فلله الحمدُ والمِنَّة.
وصلَّى اللهُ وسلم على نبينا محمدٍ.
****
الصفحة 3 / 112