20- الحثُّ على تَعلُّمِ القرآنِ وتلاوتِه
لا سيما في هذا الشهرِ المبارك
الحمد لله ذي الفضل
والإِحسان، أَنعم علينا بنعمٍ لا تُحصى، وأَجلُّها نعمةُ القرآن؛ وصلى الله على
نبينا محمدٍ، وعلى آله وأَصحابه ومَن تبعهم على طريق الإيمان، وسلِّم تسليمًا
كثيرًا؛ وبعد:
عباد الله، اتقوا
الله تعالى واشكروه على ما مَنَّ به عليكم مِن نعمة الإِيمان، وخصَّكم به من
إِنزال القرآن؛ فهو القرآن العظيم، والذِّكر الحكيم، والصِّراط المستقيم؛ هو كلام
اللهِ الذي لا يشبهه كلام، ولا يأْتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفِه، تنزيلٌ من
حكيمٍ حميدٍ؛ تكفَّل الله بحفظه فلا يتطرَّق إِليه نقصٌ ولا زيادة، مكتوبٌ في
اللوح المحفوظ وفي المصاحف، محفوظٌ في الصدور، متلوٌّ بالأَلسُن، مُيسَّرٌ
للتعلُّم والتَّدبُّر: ﴿وَلَقَدۡ
يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ﴾ [القمر: 17]، يستطيع
حفظُه واستظهاره الصِّغار والأَعاجم؛ لا تَكلُّ الأَلسن مِن تلاوته، ولا تَملَّ
الأَسماع مِن حلاوته ولذَّتِه، ولا يشبع العلماءُ مِن تدبُّره والتفقُّه في
معانيه، ولا يستطيع الإِنس والجن أَن يأْتوا بمثل أَقصر
الصفحة 1 / 112