×
إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان

سورة منه؛ لأَنه المعجزةُ الخالدة، والحُجَّةُ الباقية؛ أَمَر الله بتلاوتِه وتدبُّره.

وجعله مباركًا فقال تعالى: ﴿كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ [ص: 29] وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرَةِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ: الم حَرْفٌ. وَلَكِنْ أَلْفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» ([1]). رواه التِّرمِذَي. وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

وقد جعل الله ميزةً وفضيلةً لحمَلَةِ القرآن العاملين به على غيرِهم من الناس، قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» ([2]). وقال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ» ([3]). ففي هذه النُّصوص حثٌّ على تعلُّم القرآنِ أَوَّلاً، ثم تلاوتِه وتدبُّرِه ثانيًا، ثم العملِ به ثالثًا.

وقد انقسم الناس مع القرآنِ إِلى أَقسامٍ: فمِنهم من يتلوه حق تلاوتِه، ويهتم بدراسته عِلْمًا وعملاً، وهؤلاء هم السُّعداء الذين هم أَهل القرآن حقيقةٍ.


الشرح

([1])أخرجه : الترمذي رقم (2910)، والدارمي رقم (3351)، وابن أبي شيبه رقم (29935).

([2])أخرجه : البخاري رقم (5027).

([3])أخرجه : البخاري رقم (5427)، ومسلم رقم (797).