×
إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان

ومِنهم من أَعرض عنه فلم يتعلمْه ولم يلتفتْ إِليه، وهؤلاء قد توعَّدهم الله بأَشدِّ الوعيد، فقال تعالى: ﴿وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ [الزُّخرُف: 36]. وقال تعالى: ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا ١٢٥ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ [طه: 124 - 126].

ومن الناس من تعلَّم القرآن ولكنه أَهمل تلاوتِه، وهذا هَجْرٌ للقرآن، وحِرمانٌ للنفس مِن الأَجر العظيم في تلاوتِه، وسببٌ لنسيانه، وقد يدخل في قوله تعالى: ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي [طه: 124]، فإِن الإِعراضَ عن تلاوةِ القرآن وتعريضَه للنسيان خسارةٌ كبيرةٌ، وسببٌ لتسلُّط الشَّيطان على العبد، وسببٌ لقسوة القلب.

ومِن الناس من يتلو القرآن مجرَّدَ تلاوةٍ مِن غير تدبُّرٍ ولا اعتبار، وهذا لا يَستفيد مِن تلاوتِه فائدةً كبيرةً، وقد ذمَّ الله من اقتصر على التلاوة مِن غير تفهُّمٍ، فقال سبحانه في اليهود: ﴿وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ [البقرة: 78]: أَي يتلونه تلاوةً مجرَّدةً عن الفَهم.

فيجب على المسلم عند تلاوتِه للقرآن أَن يُحضِّرَ قلبَه لتفهُّمه على قدْر استطاعته، ولا يكتفي بمجرد سردِه وختمِه مِن غير تفهُّمٍ وتأَثُّرٍ، وفَّق الله الجميع لما يحبُّه ويرضا.

وصلَّى الله على نبينا محمدٍ.

****


الشرح