21- في الزَّكاة وأَحكامِها ([1])
الحمد لله ربَّ
العالمين، جعل في أَموال الأَغنياء حقًّا للفقراء والمساكين، والمصارفِ التي بها
صلاح الدُّنيا والدِّين؛ وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأَصحابه
والتابعين لهم بإِحسان إِلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا؛ وبعد:
اعلموا أَن الزكاةَ
هي الرُّكن الثالثُ مِن أَركان الإِسلام، وهي المواليةُ للصلاة بين تلك الأَركان،
وقرينتُها في الذِّكْر في كثيرٍ من آياتِ القرآن، حيث قرنها الله سبحانه بالصَّلاة
في نيِّفٍ وثلاثين آيةٍ، مما يدلُّ على أَهميتِها وعظيمِ مكانتها؛ وفيها مصالحُ
عظيمةٌ، أَعظمها شُكْرُ اللهِ تعالى، وامتثال أَمرِه بالإِنفاق مما رَزَقَ،
والحصول على وعدِه الكريم للمُنفقين بالأَجر، ومنها مواساةُ الأَغنياء لإِخوانهم
الفقراء في سدِّ حاجاتِهم، ودَفْع الفاقَة عنهم.
ومنها: تطهير المزكِّي مِن البخل والشُّح والأَخلاق الذَّميمة، وجعْلُه في صفوف المحسنين الذين يحبهم اللهُ ويحبهم الناس، قال تعالى: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ﴾ [التوبة: 103]، وقال تعالى: ﴿وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [البقرة: 195]. ومِنها أَنها تسبب نماءَ المال وحلولَ البركة فيه، قال تعالى: ﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ﴾ [سبأ: 39]. وفي الحديث الصحيح يقول الله تعالى: «يَا ابْنَ آدَمَ، أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ».
الصفحة 1 / 112