في تحرِّيها، ويقوموا ليالي العشر كلَّها
لطلبِها؛ فتَحصُل لهم كثرةُ العمل وكثرة الأَجر.
فاجتهدوا - رحمكم
الله - في هذه العشر التي هي ختام الشَّهر، وهي ليالي العتقِ مِن النار، قال النبي
صلى الله عليه وسلم عن شهر رمضانَ: «شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ
مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ» ([1]). فالمسلم الذي
تمرَّ عليه مواسم الرَّحمة والمغفرة والعتقِ مِن النار في هذا الشهر، وقد بذل
مجهودَه وحفِظَ وقتَه والتمس رضا ربه، إِن هذا المسلم حَرِيٌّ أَن يحُوز كلَّ
خيراتِ هذا الشهرِ وبركاتِه، ويفوز بنفحاتِه، فينال الدرجاتِ العاليةِ بما أَسلَفه
في الأَيام الخاليةِ.
نسأَل الله التوفيقَ
والقبولَ والعفوَ عن التقصير.
والحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ وآله وصحبه.
****
([1])أخرجه : ابن خزيمة رقم (1888)، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (3336).
الصفحة 3 / 112