×
إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان

 كما صحت بذلك الأَحاديث، وقيل: سُميت ليلة القدر لعِظَمِ قدْرِها وشرفِها، ومعنى قوله تعالى: ﴿خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ [القدْر: 3]: أَي قيامها والعمل فيها خير مِن العمل في أَلف شهرٍ خاليةٍ منها.

وطلبها في أَوتار العَشر آكد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَْوَاخِرِ فِي ثَلاثٍ يَبْقَينَ، أَوْ سَبْعٍ يَبْقَيْنَ، أَوْ تِسْعٍ يَبْقَيْنَ» ([1]). وليلة سبع وعشرين أَرجاها؛ لقول كثيرٍ مِن الصحابة: «إِنها ليلةُ سبعٍ وعشرين». منهم ابنُ عبَّاسٍ، وأُبَيُّ بنُ كعبٍ وغيرُهما.

وحِكمةُ إِخفائها: ليجتهد المسلمون في العبادة في جميع ليالي العَشر، كما أُخفيتْ ساعةُ الإِجابة مِن يوم الجمعةِ ليجتهد المسلم في جميع اليوم، ويُستحب للمسلم أَن يُكثرَ فيها من الدُّعاءِ؛ لأَن الدعاء فيها مستجابٌ، ويدعو بما ورد عن عَائشَةَ رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، إن وافقتها فبِمَ أدعو؟ قال: «قُوْلِي: اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» ([2]).

فيا أُيها المسلمون، اجتهدُوا في هذه الليلة المباركةِ بالصلاةِ والدُّعاءِ والاستغفارِ والأَعمالِ الصالحةِ فإنها فُرصةُ العمر، والفُرصُ لا تدوم، فإِن الله سبحانه أَخبر أَنها خيرٌ مِن أَلف شهرٍ، وأَلفُ الشَّهر تزيد على ثمانين عامًا، وهي عمرٌ طويلٌ لو قضاه الإِنسان كله في طاعة الله، فليلةٌ واحدةٌ وهي ليلةُ القدر خيرٌ مِنه، وهذا فضلٌ عظيمٌ، وهذه الليلة في رمضانَ قطعًا، وفي العشر الأَخير مِنه آكد، وإِذا اجتهد المسلم


الشرح

([1])أخرجه : الترمذي رقم (794)، وأحمد رقم (20376)، والحاكم رقم (1598)، وابن أبي شيبه رقم (8661).

([2])أخرجه : الترمذي رقم (3513)، وأحمد رقم (25384)، والنسائي رقم (7665).