×
إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان

وما يظنُّه بعض الناس مِن أَن صلاتنا في العَشر هي صلاة التَّعقيبِ الذي كرهه بعض العلماءِ فليس كذلك؛ لأَن التعقيبَ هو التَّطوُّع جماعةً بعد الفراغ مِن التراويح والوتر، هذه عبارة جميعِ الفقهاء في تعريف التعقيب أَنَّه التطوع جماعةً بعد الوترِ عقَب التراويح، فكلامهم في أَنَّ الصلاة جماعة قبل الوتر ليس هو التعقيب، وأَيضًا فالمصلِّي زيادةً عن عادتِه في أَول الشهر يقول: الكلُّ قِيامٌ وتراويحٌ، فهو لم يفرغُ من التراويح.

وأَما تسمية الزيادةِ عن المعتاد قيامًا، فهذه تسميةٌ عاميِّةٌ، بل الكلُّ قيامٌ وتراويحٌ - كما قدَّمنا -، وأَن المذهب عدمُ كراهةِ التَّعقيب، وعلى القولِ الآخر فنص أَحمدُ أَنهم لو تنفلوا جماعةً بعد رقْدةٍ أَو مِن آخر الليل لم يُكره. وأَما اقتصار الإِنسان في التراويح على إِحدى عشرة ركعةٍ فجائزٌ لحديث عائشةَ: «مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ، وَلاَ فِي غَيْرِهِ، عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً» ([1]). انتهى.

5- وأَجاب أَيضًا: وأَما الاقتصار في التراويح على أَقلِّ من عشرين ركعة فلا بأْس بذلك، وإِن زاد فلا بأْس. قال الشيخُ تقيُّ الدين: «له أَن يصلي عشرين، كما هو المشهور في مذهب أَحمد والشَّافعي قال: وله أَن يصلي ستًا وثلاثين ركعة كما هو مذهب مالك».

قال الشيخ: «وله أَن يصلي إِحدى عشرة أَو ثلاث عشرة. قال: وكلُّه حسن كما نصَّ عليه الإِمام أَحمد»، قال الشيخ: «فيكون تكثير الرَّكعات أَو تقليلها بحسَب طول القيام وقصَرِه، وقد استحب أَحمد أَن ينقص في


الشرح

([1])أخرجه : البخاري رقم (1147)، ومسلم رقم (738).