×
إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان

 التراويح عن ختمةٍ، يعني في جميع الشهر، وأَما قوله سبحانه وتعالى: ﴿كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ [الذاريات: 17]: فالهجوع اسمٌ للنوم بالليل، والمشهور في معنى الآية أَنهم كانوا يهجعون قليلاً من الليل ويصلون أَكثر، وقيل. المعنى أَنهم لا ينامون كل الليل، بل يصلون فيه إِما في أَوله أَو في آخره، وأَما الاستغفار فيراد به الاستغفار المعروفُ، وأَفضله سيد الاستغفار. وقال بعض المفسرين: ﴿وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ [الذاريات: 18]: أَي يصلُّون لأَن صلاتهم بالأَسحار لطلب المغفرة». انتهى.

6- وأَجاب الشيخ عبدُ الرَّحمنِ بنُ حسن: وأَما إِحياء العَشر الأَواخر مِن رمضانَ فهو السُّنة، لما جاء في حديث عَائشَةَ قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ العَشْر الأَواخر أَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَشَدَّ المِئْزَرَ» ([1]). وفي الحديث الآخر: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([2]). وصحَّ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قام الليل كله حتى السَّحر، إِذا عَرفت ذلك؛ فلا يُنكر قيام العشر الأَواخِر إِلا جاهلٌ لا يعرف السُّنة. انتهى.

«الدرر السنية في الأجوبة النجدية»

(3/ 81- 185)

****


الشرح

([1])أخرجه : البخاري رقم (2024)، ومسلم رقم (1174).

([2])أخرجه : البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (759).