والمشروع للأَئمة أَن يُرتِّلوا القراءةَ
ويتخشَّعوا فيها؛ حتى يستفيدوا ويستفيدَ المصلُّون خلفَهم مِن قراءتهم، وحتى
يحرِّكوا بها القلوب فتخشع لربها وتنيب إِليه، والواجب على الأَئمة والمأْمومين
أَن يُصلُّوا على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاةَ الإِبراهيمية بعد الشهادتين
وقبل التسليم؛ لأَنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الأَمر بذلك، وقد ذهب
إِلى فرضيتها جَمعٌ مِن أَهل العلم؛ فلا يجوز للأَئمة والمأْمومين أَن يخالِفوا
الشرع المطهَّر في الصلاةِ ولا في غيرِها.
ويُشرع لكل مصلٍّ -
إِمامًا أَو مأْمومًا أَو منفردًا - أَن يتعوذ بالله من عذاب جهنَّمَ ومن عذاب
القبر، ومن فتنةِ المحيا والممات، ومن فتنة المسيحِ الدَّجال بعد الصلاةَ على
النبي صلى الله عليه وسلم وقبل أَن يسلِّم؛ لأَن الرسول صلى الله عليه وسلم كان
يفعل ذلك، وقد أَمر صلى الله عليه وسلم الأُمَّة بهذا الدعاء.
ويُستحب الزيادة من
الدعاء قبل السلام، مثل الدعاء المشهور الذي أَوصى به النبي صلى الله عليه وسلم
معَاذَ بنَ جَبَلٍ رضي الله عنه أَن يقوله دُبُرَ كلِّ صلاةٍ، وهو: «اللَّهُمَّ
أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» ([1]). وبالله التَّوفيق.
****
([1])أخرجه : أبو داود رقم (1522)، والنسائي رقم (1303)، واحمد رقم (22126).
الصفحة 2 / 112