×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

فذكر صلى الله عليه وسلم أن صيامَ شهر رمضان ركنٌ مِنْ أركان الإسلام بُنِيَ عليه الإسلام، كما في حديث جبريل لما سَأَلَ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني عن الإسلام. قال: «الإِْسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً»  ([1]).

فصيامُ شهر رمضان ركنٌ مِنْ أركان الإسلام، فمَنْ جحد وجوب صيام رمضان فإنه يرتد عن دين الإسلام، يُستتاب، فإنْ تاب وأقر بوجوب الصيام وإلا فإنه يُقتل مرتدًّا. وأمَّا مَنِ اعترف بوجوب صيام شهر رمضان، ولكنه أفطر متعمدًا مِنْ غير عذرٍ شرعي؛ فإنه فعل كبيرة مِنْ كبائر الذنوب يجب أن يُعَذّر ويُؤَدّب، ويجب عليه التوبةُ إلى الله، ويجب عليه قضاءُ اليوم الذي أفطره؛ لأنه ركنٌ مِنْ أركان الإسلام.

ثم بَيَّن سبحانه وتعالى أهل الأعذار الذين يعذرون في ترك الصيام أداءً في رمضان، ويجب عليهم القضاء في غير رمضان، فقال: ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ [البقرة: 185].

فالمريض الذي دخل عليه شهرُ رمضان وهو مريض، أو دخل عليه شهر رمضان وهو صحيح، ثم مرض في أثناء الشهر مرضًا لا يستطيع معه الصيام بأن يشقَّ عليه الصيام، أو يؤخر عليه البرء مِنَ المرض، أو يضاعف عليه المرض. فهذا رخص اللهُ له أن يفطر في نهار رمضان؛ لئلا يجتمع عليه مشقةُ المرض ومشقةُ الصيام فيفطر ويعالج.

فإذا استطاع القضاء فيما بعد فإنه يقضي عدة الأيام التي أفطرها، هذه رخصةٌ مِنَ الله سبحانه وتعالى. أما المرض اليسير كالصداع ووجع الضرس،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (8).