يدعو
بأن الله يمكِّنه مِنَ المعاصي والمحرمات، هذا يدعو بالإثم ﴿وَيَدۡعُ ٱلۡإِنسَٰنُ
بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُۥ بِٱلۡخَيۡرِۖ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولٗا﴾ [الإسراء: 11]. فإذا دعا
بالإثم فإنه لا يستجاب له. أو قطيعة رحم، دعا على رحمه - قريبه - فهذا قطيعة رحم،
المشروع أنك تدعو لِرَحمك بالمغفرة والرحمة والرزق والخير. أما أنك تدعو عليه فهذه
قطيعة رحم، فلا يستجاب لك. هذا مِنْ موانع الدعاء.
وكذلك
جاء أن مِنْ موانع قَبُول الدعاء: أن يدعوَ الإنسان وقلبه
غافل، يدعو بلسانه ولكن قلبه غافلٌ، هذا لا يستجاب له دعاءٌ، لا يستجاب الدعاء
مِنْ قلب غافل لاهٍ، كما في الحديث ([1])،
يدعو بحضور قلب.
وكذلك
مِنْ موانع قَبُول الدعاء: ألا يجزمَ بالإجابة، يدعو وهو
شاكٌّ، قد يحصل وقد لا يحصل، لا، يدعو وهو موقن بالإجابة، قال صلى الله عليه وسلم:
«ادْعُوا الله وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ» ([2])،
لا يدعو الإنسان وهو شاكٌ مِنْ قَبُول الدعاء، بل يوقن بالإجابة مِنَ الله سبحانه
وتعالى.
وهنا يقول جل وعلا: ﴿أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي﴾ [البقرة: 186] الاستجابة لله بفعل أوامره وترك نواهيه، هذا في مقابل هذا، أنت إذا استجبت لله استجاب الله لك، الله جل وعلا يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا يُحۡيِيكُمۡۖ﴾ [الأنفَال: 24]، فإذا أردت أن يستجيبَ اللهُ لك فاستجب لله بطاعته سبحانه، وترك معاصيه، حتى يستجيبَ اللهُ لك.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم
(3479)، والحاكم رقم (1817).