×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الذي لا يعد مثل الحجامة؛ كالنقطة والنقطتين للتحليل، إذا أخذ عينة مِنْ دمه للتحليل؛ فهذا لا يضر؛ لأنه شيء يسير ولا يشبه الحجامة ولا يلحق بها.

كذلك لو انجرح الإنسان وخرج منه دمٌ كثيرٌ؛ فهذا لا يفسد صيامه؛ لأنه بغير اختياره، وكذلك لو خلع ضرسًا؛ فالصائم الذي يتألم مِنْ ضرسه ولا يستطيع الصبر عليه لشدة الألم؛ لا بأس أن يخلع ضرسه وهو صائم، ولو خرج منه دمٌ؛ لأن هذا لا يؤثر؛ لأن هذا غيرُ مقصود. خروج الدم غير مقصود، وإنما المقصود التخلص مِنَ الضرس الذي يؤلمه.

هذا ما يتعلق باستخراج الدم، أو خروج الدم مِنَ الصائم.

وكذلك مِنْ أنواع الاستفراغات التي تفطر الصائم: الحيض والنفاس للمرأة. فالحائضُ والنفساء لا يصح منهما الصيامُ ولا تؤمران به، وإنما تفطران مدة الحيض ومدة النفاس، وتقضيان ما أفطرتا مِنْ أيام أخر؛ لما ثبت في السنة الصحيحة: أن النساء كُنّ يحضن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم: فلا يَصُمن، ولا يصلِّين.

الحائضُ والنفساء لا تصوم ولا تصلي، فإذا طَهُرَت ولو لم تغتسل فإنه يجب عليها الصيام، إذا انقطع دمُهَا انقطاعًا نهائيًّا ورأت الطهر؛ وجب عليها الصيامُ بقية الشهر، وتقضي ما أفطرت في أيام الحيض والنفاس.

لقول عائشة رضي الله عنها لما سألتها امرأةٌ فقالت: يا أم المؤمنين، مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصِّيَامَ، وَلاَ تَقْضِي الصَّلاَةَ. قَالَتْ لَهَا: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ الحرورية هم الخوارج؛ لأنهم هم الذين يسألون عن هذه الأسئلةِ


الشرح