×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الرِّشْوة سحت، والرِّشْوة تفسد المجتمعات، الرشوة تفسد المسئولين، الرشوة تنزع الحقوق مِنْ أصحابها وتعطيها لغير أصحابها. الرشوة تفسد المجتمع، ما فشت الرشوة في مجتمع إلا فسد، ولهذا قال: ﴿وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ هذا يدخل فيه الرشوة.

﴿لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقٗا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ [البقرة: 188]: تأخذوها بغير حق وأنتم تعلمون أنكم لستم على حق، تعلمون أنكم كاذبون، تعلمون أنكم معتدون ظالمون، تعلمون هذا. ولا شك أن الذي يعلم أشد من الذي لا يعلم، الذي يقع في الجريمة وهو يعلم أنها جريمة أشد مِنَ الذي يقع فيها وهو لا يعلم، ﴿وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقٗا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ [البقرة: 188]، يعني: مِنْ غير حق، ﴿وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [البقرة: 188]: هذا أشد، نسأل الله العافية.

فالأموالُ - يا إخوانُ - محترمة، ما يجوز لك أن تأخذَ شيئًا منها إلا بحق، إلا بطيب نفسٍ مِنْ صاحبها، إلا ببيع وشراء عن تراضٍ، إلا بحق عليه لك. أما غيرُ ذلك فلا يجوز إلا بإذن صاحبها.

كما أنه لا يجوز أيضًا - كما ذكرنا - إضاعةُ الأموال بالإسراف، والتبذير، وإضاعتها في المحرمات، وإضاعتها في الفسق والفجور. بعض الناس يكون غنيًّا وعنده أموال فيستعملها في المحرمات، يستعملها في الخمور، يستعملها في الفساد.

يسافر إلى البلاد الكافرة، إلى بلاد المجون ويفسد الأموال، ينفق الأموال في بلاد الكفر، ينفقها في الفساد والفجور وفي الزنا والخمور وغير ذلك، ويقول: هذه أموالي! لا، ما هو بمالك هذا مال الله سبحانه وتعالى، أعطاك إياه للابتلاء والامتحان، هل تحسن أو لا تحسن؟


الشرح