أنفق على المحتاجين ولكن بدون
إسراف وبدون تبذير، والله جل وعلا يقول: ﴿إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ
ٱلشَّيۡطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورٗا﴾ [الإسراء: 27].
لا
تقل: هذا مالي، أنا حرُّ التصرف فيه. نعم، هو مالك وأنت حر في التصرف فيه، لكن
بالضوابط الشرعية، تصرف لكن بتصرفات شرعية، لا تتصرف في مالك تصرفات غير شرعية، لا
تضيع مالك؛ ولذلك يحجر على السفيه. إذا كان إنسانٌ يبذر ماله ويضيعه في غير فائدة
يجب الحجرُ عليه، يجب أن يُمْنع من التصرف في ماله؛ لأن هذا المال محترم.
قال
تعالى: ﴿وَلَا تُؤۡتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمۡوَٰلَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ
لَكُمۡ قِيَٰمٗا﴾ [النساء: 5]، ﴿ٱلسُّفَهَآءَ﴾، يعني: الصغار؛ ولذلك يُحجر على الصغير، وعلى اليتيم.
يحجر عليه ويُقَام ولي يتولَّى أمواله وينمِّيها له، فإذا بلغ النكاح، ﴿وَٱبۡتَلُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰ
حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغُواْ ٱلنِّكَاحَ فَإِنۡ ءَانَسۡتُم مِّنۡهُمۡ رُشۡدٗا فَٱدۡفَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ﴾
[النساء: 6]. فيحجر على الصغير، ويحجر على السفيه ولو كان كبيرًا؛ لأن هذه
الأموالَ محترمة، ولا يسلط عليها الصغار والسفهاء، فيبذرونها ويفسدونها.
هذا
مما يدلنا على احترام هذه الأموال، ﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ﴾ [البقرة: 188]، كل هذه الأمور التي ذكرناها والتي لم
نذكرها، كلُّها تدخل في هذه اللفظة الكريمة، وهي قوله تعالى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ
أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ﴾
ليس هو خاصًّا بالأكل، بل بجميع التصرفات، لكنْ ذكر الأكل؛ لأنه أغلبُ وجوه
الانتفاع، وليس خاصًّا بالأكل، بل بجميع التصرفات العبثية، التصرفات المحرمة كلها
ممنوعة.
ثم قال جل وعلا: ﴿وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ﴾ [البقرة: 188]، هذا نهيٌ آخرُ،