وحتى
ولو لمْ يدعُ فإن الله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيءٌ، فهذا مِنْ أكل المال
بالباطل، فمَنْ أراد أن يبيع ويشتريَ فلا بد أن يكون صادقًا في بيعه وشرائه، لا
يَخْدَعُ ولاَ يغش، قال صلى الله عليه وسلم: «التُّجَّارُ يُحْشَرُونَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فُجَّارًا، إِلاَّ مَنِ اتَّقَى الله وَبَرَّ وَصَدَقَ» ([1])
تذكَّروا هذا - يا عباد الله - وأنتم تسمعون هذه الآية: ﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ﴾ [البقرة: 188]، والمراد ﴿بِٱلۡبَٰطِلِ﴾:
كل طريق مِنَ التعامل غير الصحيح. هذا باطل.
كذلك
لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل: بأنْ تبيع سلعًا مُحرمة
وتأكل ثمنها، الذين يبيعون المسكرات، الذين يبيعون المخدرات، الذين يبيعون الصور
والمجسمات التي على أشكال حيوانات أو آدميين، الذين يبيعون الدُّخَان، الذين
يبيعون القات، الذين يبيعون آلات اللهو والطرب، الذين يبيعون الأشرطة التي فيها
الأغاني أو فيها الكلام الباطل والإلحاد.
الذين يبيعون الكتب الخبيثة التي فيها الأفكار الإلحادية، التي فيها ما لا يجوز في الدين مِنَ الكلام، التي فيها الافتراء على الله وعلى رسوله مِنَ الشبهات الباطلة، الذين يبيعون هذه الأشياءَ يأكلون أموال الناس بالباطل. الدراهم التي يأخذونها حرامٌ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله إِذَا حَرَّمَ شَيْئًا حَرَّمَ ثَمَنَهُ» ([2]).
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1210)، وابن ماجه رقم (2146)، وابن حبان رقم (4910)، والدارمي رقم (2580).