×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 ما يسمع، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا، بِقَوْلِهِ: فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ فَلاَ يَأْخُذْهَا»  ([1]). وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبًا لِيَقْتَطِعَ مَالَ رَجُلٍ - أَوْ قَالَ: أَخِيهِ - لَقِيَ الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ»، قالوا: وَلَو كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ»  ([2]).

عودٌ مِنْ شجر الأراك، يغضب الله عليك يوم القيامة إذا أخذته بغير حق وبخصومة فاجرة، فكيف بالذي يأخذ الأموال الكثيرة، يأخذ الملايين بالخصومة الفاجرة، يأخذ الأراضيَ الواسعةَ بالخصومة الفاجرة؟! وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأَْرْضِ ظُلْمًا، طَوَّقَهُ اللهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ»  ([3]). الأرض التي تأخذها ظلمًا وبخصومة باطلة؛ تُجعل يوم القيامة طوقًا مِنْ سبع أرَضين، يمد عنق الإنسان يطول عنق الإنسان، حتى يتسعَ لسبع أرَضين، نسأل الله العافية.

سبع طبقات يحملها يوم القيامة، هذه التي أخذها في الدنيا وخاصم لأجلها، أخذها وطرد أهلها، أتظنون أن الأمر سهل؟! بعض الناس يقول: هذا حَصَّلْتُهُ عند القاضي، هذا أنا حصَّلْتُهُ، ويظن أن حكم القاضي يعفيه يوم القيامة. يا أخي، لا يعفيك حكم القاضي يوم القيامة، تعاد الخصومات بين يدي أحكم الحاكمين.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6967)، ومسلم رقم (1713).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (137).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (3198) ومسلم رقم (1610).