بينةٌ،
يكون المدعي على حقٍّ يطالب بحق، لكنْ ما عنده بينة ولا شهود، فيقول القاضي
للمدَّعى عليه: احلف، فيحلف، وهو يعلم أنه كذّابٌ؛ مِنْ أجل أن يخرج بالخصومة
وينتهي الحكم له، فيحلف وهو كذاب.
فهذا
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبًا
لِيَقْتَطِعَ مَالَ رَجُلٍ - أَوْ قَالَ: أَخِيهِ - لَقِيَ الله وَهُوَ عَلَيْهِ
غَضْبَانُ» ([1])،
قال جل وعلا: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَأَيۡمَٰنِهِمۡ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَلَا
يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيۡهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا
يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾
[آل عمران: 77]، ﴿ثَمَنٗا قَلِيلًا﴾:
يحلف ويتساهل بالحلف حتى يخصم خصمه ويجحد عليه حقه.
يكون
عليه وديعةٌ ما عليها شهود، يكون عليه دينٌ أو قرضٌ ما عليه شهود، فيطلب صاحب الحق
حقَّه وليس عنده بينةٌ، فيُطلب مِنْ هذا الإنسانِ المدَّعى عليه اليمين؛ فيحلف وهو
يعلم أنه كذاب، ويعلم أن خصمَهُ على حق، فيتساهل في هذا الأمرِ ويظن أن حكم الحاكم
يحلل له الحرام، وأنها خصومةٌ وانتهت، ويتبجح عند الناس، يقول: أنا غلبت فلانًا،
أنا نصبت على فلان، هذا حصَّلْته عند القاضي. وما أشبه ذلك، نسأل الله العافيةَ.
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَأَيۡمَٰنِهِمۡ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ﴾ [آل عمران: 77]، أي: لا نصيب لهم في الجنة، ﴿وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيۡهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [آل عمران: 77] نسأل الله العافية.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (137).