أَمۡوَٰلَكُم﴾ [البقرة: 188]: ﴿أَمۡوَٰلَكُم﴾
أضافها إليكم، وهذا يشمل مال الإنسان الخاص به ويشمل مال غيره، فلا يأكل ماله هو
بالباطل ولا يأكل مالَ غيره بالباطل.
يأكل
ماله بالباطل بمعنى: أنه يتصرف فيه تصرف أهل الفسق
الذين ينفقون المال في شهواتِهم المحرمة، يستعملونه في المسكرات، في المخدرات، في
الأسفار إلى بلاد الكفر والإباحية، وينفقونه في أسفارهم إلى بلاد الكفر مِنْ أجل
النزهة، يستعملون الخمور، يستعملون الزنا؛ لأنهم أغنياء يستطيعون السفر ويقدرون
على الإنفاق فيما يريدون. فيسافرون بهذا المالِ ليفسقوا به، وليفسدوا في أرض الله.
وأيضًا
لا يقتصر الأمرُ عليهم، بل يسافرون بعوائلهم وبنسائهم، فيحصل مِنْ هذه الأسفارِ
المُحَرَّمة مفاسدُ وتبذيرٌ للأموال فيما حَرَّم الله سبحانه وتعالى. ينفق هذه
الأموال في الحفلات المشتملة على المنكرات في قصور الأفراح وفي الاستراحات، ينفقه
في الأطعمة الكثيرة المتنوعة التي لا يُؤْكل منها إلا القليلُ، وأكثرها يُلقَى في
المزابل وصناديق القمامة.
فهذا مِنَ الإسراف والتبذير الذي حرّمه الله سبحانه وتعالى؛ ينفقه في السهرات المحرمة المشتملة على المنكرات بين الرجال والنساء، ينفقه في اللهو والطرب، ينفقه في كل ما هو منكر؛ لأنه غنيٌّ ويستطيع أن يجلب المطربين والمغنيين؛ لأنه غنيٌّ، يستطيع أن يقيمَ السهرة والحفلات. يستطيع أن يشتري متطلبات هذه الحفلات بأغلى الأثمان، ويظن أنه حرٌّ في التصرف في ماله، ما عليه رقابةٌ، ما هو عليه رقابة مِنَ المخلوقين، لكن عليه رقابة مِنَ الخالق سبحانه وتعالى، عليه ملائكةٌ حفظة يكتبون هذه