التصرفاتِ وهذه الدراهمُ
التي تُنْفق. سيُسأل عنها يوم القيامة درهمًا درهمًا، ويحاسب عليها.
هذا
ما يصنعه بماله: ينفقه فيما حرم الله في الداخل والخارج،
ويقول: هذا مالي، أنا حرٌّ فيه. لستَ حرًّا فيه، هذا مال الله سبحانه وتعالى
ابتلاك به واختبرك به، فهو مالُ الله، ابتلاك به وأعطاك إياه فلم تحسِنْ إنفاقه،
ولم تُقَدِّمْ منه لنفسك عند الله ما تجده مُدَّخَرًا، «يَقُولُ الْعَبْدُ:
مَالِي، مَالِي، إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلاَثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ
لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ،
وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ» ([1])،
وما لك مِنْ مالِكَ إلا هذه الأمور: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو تصدق فأمضى.
وأمَّا الباقي فهو لغَيْرِكَ، عليك حسابُهُ ولغيرك نفعُهُ.
ففكرْ
في هذا يا عبد الله!! يا مَنْ أغناك اللهُ بالمال،
تَخَلَّص مِنْ مسؤولية مالك هذا، وإذا حبست زكاته فاسمع قول الله سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَيَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ
بِٱلۡبَٰطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۗ وَٱلَّذِينَ يَكۡنِزُونَ
ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرۡهُم
بِعَذَابٍ أَلِيمٖ ٣٤ يَوۡمَ يُحۡمَىٰ عَلَيۡهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكۡوَىٰ بِهَا
جِبَاهُهُمۡ وَجُنُوبُهُمۡ وَظُهُورُهُمۡۖ هَٰذَا مَا كَنَزۡتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡ
فَذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡنِزُونَ﴾ [التوبة:
34، 35].
هذا في الذهب والفضة وما يقوم مقام الذهب والفضة مِنَ الأوراق النقدية. وأما إذا كان ما بين يديه مِنَ المال؛ مِنَ المواشي والإبل والبقر والغنم ولا يخرج زكاتها؛ فإنه يُؤتَى بها يومَ القيامة أوفر ما تكون، يُؤتَى بهذه البقر ويُؤتَى بهذه الأغنام يومَ القيامة، ما يُترَك منها شيءٌ، ثم تبطح
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2959).