الأقل يمنعون بلادهم مِنْ
دخول الكفار وتسلطِ الكفار على بلاد المسلمين.
أما
إذا كان عند المسلمين قوة فإنه لا يكفي جهاد الدفاع، بل لا بد مِنْ غزوِ الكفار في
بلادهم، كما قال تعالى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ
حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِۖ﴾ [البقرة: 193]
ولذلك
النبي صلى الله عليه وسلم غزا المشركين في بلادهم، فكان صلى الله عليه وسلم يغزو
بنفسه ويقود الجيوش بنفسه، وأحيانًا يُؤَمّر على الجيوش مَنْ يقودهم مِنَ الأمراء
ويرسلهم لقتال الكفار. وسار على هذا خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم، وسار على هذا
المسلمون في الدولة الأموية والدولة العباسية حتى غزوا المشرق والمغرب، وفتحوا
البلادَ ونشروا هذا الدين، وتحقق قول الله تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ
عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ﴾
[التوبة: 33].
فظهر
دينُ الله بالدعوة والجهادِ في سبيل الله: الدعوة أوّلاً فإنِ استجابوا فالحمد
لله، وإنْ لم يستجيبوا وجب قتالُهم حتى يكونَ الدينُ كلُّه لله؛ لأن الله خلق
الخلق لعبادته كما قال سبحانه: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]. فإذا انحرف البشر وعبدوا غيرَ الله وجب
دعوتُهُم للرجوع إلى عبادة الله، فإن لم يستجيبوا وجب قتالُهم حتى يكونَ الدينُ
كلُّه لله.
هذا هو المقصود مِنَ الجهاد؛ ﴿قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ وَيَنصُرۡكُمۡ عَلَيۡهِمۡ وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمٖ مُّؤۡمِنِينَ ١٤ وَيُذۡهِبۡ غَيۡظَ قُلُوبِهِمۡۗ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 14، 15]، فهذه هي الأغراضُ مِنَ الجهاد في سبيل الله؛ ولذلك يغلط مَنْ يقول: إن الجهاد