الفسوق
والفساد. وما أكثرَهُم لا كثَّرهم الله! يدعون إلى الهلاك
﴿أُوْلَٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى
ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ﴾
[البقرة: 221]. وكما قال سبحانه وتعالى في الشيطان: ﴿إِنَّمَا يَدۡعُواْ
حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ﴾
[فاطر: 6]. فيحتاج الشيطان - شيطان الإنس وشيطان الجن - إلى جهاد دائم، وإلا فإنه
سيتلاعب بك إن لم تنتبه له.
وشيطان
الجن ما تراه؛ ﴿إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ مِنۡ حَيۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ﴾ [الأعراف: 27]، أنت ما ترى شيطان الجن، لكنه موجود
ويوسوس لك، ويزين لك الكفر والمعاصيَ والشهواتِ ويزهدك وينفرك مِنَ الطاعات
والعبادات، وأنت لا تراه، لكن تحس بوساوسه وتحس بأفكاره.
وأما
شيطان الإنس فإنك تراه ويجالسك، ويزعم أنه مِنَ الناصحين لك وأنه
أخوك؛ فهو أخطر مِنْ شيطان الجن؛ لأن شيطان الجن إذا ذكرت الله انخنس وابتعد عنك.
أما شيطان الإنس فأنت تذكر الله وهو يذكر الله أكثر منك، يذكر الله بلسانه، فأنت
تحسبه مِنَ المؤمنين، ويتظاهر بأنه مِنَ المؤمنين، ويزين لك الشر ويدعوك إلى طرق
النار، ويزين لك الشهوات، ويلقي عليك الشبهات. هذا شيطان الإنس؛ ﴿شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ
وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ﴾ [الانعام: 112].
شياطين الإنس يتلقون عن شياطين الجن، فهم عملاء لهم، فأنت محاطٌ بأعدائك مِنْ شياطين الإنس وشياطين الجن، فأنت بحاجة إلى جهادهم، وذلك بالحذر منهم وعدم الالتفات إلى ما يدعونك إليه، وعدم الاغترار بزخارف قولهم وزيف دعايتهم. وما أكثَرَهم اليوم على أبواب جهنم!! يدعون الناس للشهوات والشبهات مِنْ خلال ما يقولون وما يكتبون في الصحف والمجلات، ومِنْ خلال ما يلقون في الإذاعات والمحطَّات الفضائية.