هؤلاء
- شياطين الجن والإنس - متكالبون علينا، فعلينا
بجهادهم وذلك بالحذر منهم ومِنْ شبهاتهم وشهواتهم، وعلينا بمعصيتهم فيما يقولون
وما يفعلون. هذا النوع الثاني جهاد الشيطان - شيطان الجن وشيطان الإنس - فأنت
بحاجة دائمًا وأبدًا إلى جهادهم، وإلا فإنهم يقتحمون عليك الأسوار ويدعونك إلى
النار، ولا يحصِّنك منهم إلا ذكر الله سبحانه وتعالى، ملازمة ذكر الله عز وجل؛ فإن
ذكر الله حصنٌ حصينٌ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن يحيى بن
زكريا عليهما السلام: «أَنَّهُ قَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: وَآمُرُكُمْ
بِذِكْرِ اللَّهِ؛ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ مَثَل رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِي
طَلَبِهِ فَلَجَأَ إِلَى حِصْنٍ حَصِينٍ، فَتَحَصَّنَ مِنْهُمْ» ([1]).
هذا مثالٌ لذكر الله.
فَذِكْر
الله حصن حصين، إذا لجأت إليه فإن شياطين الإنس والجن يرتدعون عنك وينكفُّون عنك.
النوع
الثالث مِنْ أنواع الجهاد: جهاد العصاة مِنَ المسلمين:
المسلمون يكون فيهم عصاة يحتاجون إلى جهاد، وذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذا جهاد للعصاة مِنَ المسلمين، وذلك بأنْ تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبٌ عظيمٌ مِنْ واجبات الإسلام، وهو سفينة النجاة لهذه الأمة. فإذا لم يكن في الأمة مَنْ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ فستهلك عن آخرها - الصالح والطالح - يهلكون إذا لم يكن فيهم أمرٌ بالمعروف ونهيٌ عن المنكر، وإنْ كان فيهم صالحون يهلكون مع الطالحين.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2863)، وأحمد رقم (17170)، والحاكم رقم (1534).