×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

أما إذا وجد في الأمة مَنْ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ فهذا أمانٌ للأمة مِنَ الهلاك؛ ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٖ وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ[هود: 117]، لاحظوا قوله: ﴿مُصۡلِحُونَ، يعني: يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

النوع الرابع: جهاد المنافقين:

المنافقون: مَنْ يَدَّعُون الإيمان في الظاهر وهم كفار في الباطن، هؤلاء هم المنافقون؛ ﴿يَقُولُونَ بِأَفۡوَٰهِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ[آل عمران: 167]، ويؤذون المسلمين ويضايقونهم، ويفرحون بما يصيب المسلمين مِنَ النَّكبات والنقص، ويغضبون لما يصيب المسلمين مِنَ الخير ويحزنون. هذا شأنُ المنافقين، ويتكلمون في المجتمع، يسبون أهل الخير ويسبون ولاة أمور المسلمين ويسبون علماء المسلمين، يقولون: ما رأينا مثل قُرَّائنا هؤلاء أرغب بطونًا، وأكذب ألسنًا وأجبن عند اللقاء.

يقولون هذا في ولاة أمور المسلمين، وفي علماء المسلمين وفي الصالحين مِنَ المسلمين، ويسخرون مِنْ أهل الإيمان ويتنقصونهم ويصفونهم بالجمود والرجعية، ويصفونهم بالتخلف ويصفونهم بنقصان العقول. دائمًا هذا شأنُ المنافقين في المجتمع.

قال الله عز وجل: ﴿هُمُ ٱلۡعَدُوُّ فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ [المنافقون: 4]، وهم الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر في قلوبهم، ويُنظر نفاقهم على ألسنتهم ﴿وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَٰهُمۡۚ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِۚ[محمد: 30]، يظهر نفاقهم على ألسنتهم، يظهر نفاقهم إذا أصاب المسلمين شيءٌ مِنَ النكبات، يظهر نفاقهم ويفرحون، وإذا أصاب


الشرح