المسلمين الخير يغتاظون
ويستاءون، ﴿إِن
تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡ وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَيِّئَةٞ يَفۡرَحُواْ بِهَاۖ﴾ [آل عمران: 120]، فهذا شأن المنافقين.
يحتاجون
إلى جهاد وجهادهم يكون باللسان؛ وذلك بالرد على شبهاتهم وإبطال أقوالهم ودحض ما
يفترون على المسلمين، قال الله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ
وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ﴾ [التحريم: 9] ﴿جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ﴾
بالسلاح، وهذا هو النوع الخامس، وسيأتي، وجاهد المنافقين، هذا هو النوع الرابع
مِنْ أنواع الجهاد، هل نجاهدهم بالسلاح؟ لا؛ لأنهم يظهرون الإسلام، فيجب الكفُّ
عنهم ما داموا يظهرون الإسلام، لكن يقولون بألسنتهم مِنَ الكلام القبيح والكلام
السيئ والتلبيس على المسلمين، فيحتاجون إلى رد، وما أكثرَ ما يكتبون اليوم في
الصحف والمجلات، وما أكثرَ ما يلقون في الإذاعات والمحطات الفضائية مِنَ النفاق
والكفر والشكوك. فيحتاج مِنَ المسلمين إلى موقف منهم بالجهاد: جهاد باللسان، ورد
شبهاتهم، وإبطال أقوالهم، وإظهار الحق الذي يحاربونه. هذا جهاد المنافقين.
النوع
الخامس: جهاد الكفار:
وهذا
هو المقصود هنا في هذه الآياتِ، جهاد الكفار؛ وذلك بالسلاح، يحمل السلاح، وخوض
المعارك لإعلاء كلمة الله، ودحض الكفر وأهله. وهذا النوع هو أفضل أنواع الجهاد -
جهاد الكفار - هو أفضل أنواع الجهاد؛ لأن فيه بذْلاً للنفس والمال، وصبرًا على
المشقة، وصبرًا على الجراح، وصبرًا على الأسفار والأخطار.
جهاد الكفار هو أخطر أنواع الجهاد، وهو أفضلُ أنواع الجهاد، قال الله سبحانه: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ