×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

ٱلۡجَنَّةَۚ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقۡتُلُونَ وَيُقۡتَلُونَۖ وَعۡدًا عَلَيۡهِ حَقّٗا فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ وَٱلۡقُرۡءَانِۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ [التوبة: 111]. وقال سبحانه: ﴿لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ غَيۡرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ دَرَجَةٗۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا [النساء: 95]، هذا فيه فضلُ الجهاد.

وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يُقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيُقۡتَلۡ أَوۡ يَغۡلِبۡ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا [النساء: 74]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة مِائَة دَرَجَة، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ»  ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «لَغَدْوَة أَوْ رَوْحَة فِي سَبِيلِ اللَّهِ، خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ»  ([2])، وقال عليه الصلاة والسلام: «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَة، وَذِرْوَة سَنَامِهِ الجِهَادُ»  ([3]).

فالجهادُ في سبيل الله هو ذروة سنام الإسلام، ولما سُئِل صلى الله عليه وسلم: هل هناك عملٌ أفضل مِنَ الجهاد؟ قال: «لاَ أَجِد». أعيد السؤال عليه، قال: «لاَ أَجِد»، يعني: لا أجد عملاً أفضلَ مِنَ الجهاد، ثم كُرِّرَ عليه السؤال وهو يقول: «لاَ أَجِد». ثم قال صلى الله عليه وسلم: «هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُومَ اللَّيْلَ وَلاَ تَنَامُ، وَأَنْ تَصُومَ وَلاَ تُفْطِرَ ؟». قال: لا، قال: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِمَّا قُلْتُمْ»  ([4]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7423).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2793).

([3])  أخرجه: الترمذي رقم (2616)، وأحمد رقم (22016).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (2785).