كذلك
الأجير يجب عليه: أن يحسنَ العمل، وأن يتقن العمل الذي استُؤْجِر
له، يدخل في ذلك المقاولون، ويدخل في ذلك العمال؛ فلا يجوز لهم أن يخونوا في
أعمالهم، أو أن ينقصوا في أعمالهم، بل ينصحوا فيها ويتقنوها حتى تكونَ أجرتُهُم
حلالاً. أما إن غشوا في العمل فإن أجرتهم تكون حرامًا.
ثم
قال جل وعلا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾
[البقرة: 195]، هذا حثٌّ على الإحسان، وفيه وصف الله جل وعلا بالمحبة، وأن الله
يحب. هذا وصفٌ ثابت لله عز وجل، أن الله يحب ويمقت ويغضب ويسخط. أوصاف لله تليق
بجلاله سبحانه وتعالى.
﴿يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾:
ومحبته ليست كمحبة المخلوقين، بل هي كسائر صفاته سبحانه وتعالى.
ففيه:
إثباتُ المحبة لله عز وجل، وهي صفة مِنْ صفاته، وأنه يحب أصنافًا مِنَ العباد منهم
المحسنون، يحب المحسنين الذين يحسنون فيما بينهم وبين الله في عبادته، ويحسنون
فيما بينهم وبين الخلق في معاملاتهم، ويحسنون فيما بينهم وبين المماليك والبهائم،
ويحسنون صنعتهم ويتقنون أعمالهم، الله جل وعلا يحبهم.
ومفهوم
الآية: أنه يبغض الخائنين، إذا كان يحب المحسنين فمفهوم الآية
أنه لا يحب الخائنين، ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡخَآئِنِينَ﴾ [الأنفال:
58]. يجب على المسلم أنْ يحسن لأجل أن ينالَ هذا الشرف العظيم وهو محبة الله جل
وعلا له، فإذا أحبه الله سعد في الدنيا والآخرة.
قال اللهُ جل وعلا في الحديث القدسي: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا