وقال
صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثَة أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة، وَمَنْ
كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ» ([1])،
وذكر منهم المستأجر الذي استأجر أجيرًا فاستوفى منه العمل ولم يُعْطِهِ حقَّه،
يكون خصمه الرسول صلى الله عليه وسلم. وفي رواية أن الله جل وعلا يقول: «أَنَا
خَصْمُهُ»، يكون خصمه الله جل وعلا، يخاصمهم في حق هؤلاء الضعفاء. فهذا مِنَ
الإحسان إلى الناس. «أحسنوا»: هذا يعم جميع وجوه الإحسان.
كذلك
مِنَ الإحسان الذي أمر الله به: أنك إذا عملت عملاً أن
تتقنه وأن تنصحَ فيه، إذا عملت عملاً استؤجرت عليه، استُؤْجرت على بناء، استُؤْجرت
على أي شيء؛ عليك أن تحسنَ في هذا العملِ ولا تغشَّ فيه، ولا تنقص هذا العمل بل
تتقنه، وإذا كنتَ لا تحسن فإنك تقول: أنا لا أحسن، ولا تتولَّى عملاً وأنت لا
تحسنه.
أتقن
العمل، إذا صنعت صنعة فأتقنها، ولا تغشَّ فيها وتنقصها. فالإحسانُ أيضًا يشمل
إتقان الأعمال التي يتولاها الإنسان بأن يتمَّها، وأن ينصحَ فيها، ولا يكون فيها
غشٌّ، ولا يكون فيها نقصٌ، تكون مصنوعات سليمة، مصنوعات جيدة، ما يكون فيها غشٌّ.
هذا يدخل في الإحسان.
﴿وَأَحۡسِنُوٓاْۚ﴾ [البقرة: 195] هذا عامٌّ في وجوه الإحسان بين العباد وبين ربهم بالعبادة، الإحسانُ بين العبد وبين الناس في الأعمال والأقوال، الإحسان بين العبد وبين الناس في الصدقات على المحتاجين، الإحسانُ إلى المماليك والبهائم، الإحسان إلى الأُجَرَاء. كل هذا مِنَ الإحسان.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2227).