كذلك
الإحسانُ إلى البهائم والمماليك: إذا كان عندك بهائمُ تحسن
إليها بالعلف والسقي. والإحسان عند الذبح فتذبحها ذبحًا مريحًا، قال صلى الله عليه
وسلم: «إِنَّ الله كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ
فَأَحْسِنُوا القِتْلَة، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَة» ([1]).
«إِذَا
قَتَلْتُمْ»: هذا قتل الإنسان، إذا قتل في القصاص أو في حدٍّ
مِنَ الحدود؛ فإنه يُحْسَن إليه ولا يُعَذَّب، إذا قتلتم مَنْ يستحق القتل فأحسنوا
القِتْلة، وإذا ذبحتم ما يذبح مِنَ الحيوانات المأكولة فأحسنوا الذبحة،
«وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ» ([2]).
كذلك
إذا كان عند الإنسان مماليك وأرقاء يملكهم مِنَ الناس:
فيحسن إليهم، يحسن إلى مماليكه ويرفق بهم، يحسن إليهم ويعلمهم ويربيهم، ولا يغلب
عليهم، ولا يكلفهم ما لا يطيقون؛ لأنهم ضعاف، فلا تقل: أنا أملكهم وهؤلاء مماليكي.
لا، لا يجوز لك ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَدْخُلُ الجَنَّة سَيِّئُ
الْمَلَكَة» ([3]).
الذي يسيء إلى مماليكه.
وكذلك المستخدمون، المستخدمون ما هم ملكٌ لك، لكنه أجيرٌ عندك، خصوصًا إذا كان غريبًا عن بلدك، مثلما في وقتنا الحاضر، العمال والخدم، مساكين جاءوا محتاجين فلا تُسِئْ إليهم، ولا تغلظ عليهم، ولا تكلفهم ما لا يطيقون، ولا تماطل في أداء حقوقهم وأجرتهم، قال صلى الله عليه وسلم: «أَعْطُوا الأَْجِيرَ أَجْرَهُ، قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ» ([4]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1955).